السبت، 7 أكتوبر 2017

خصائص التجربة العقلية والصوفية من منظور طه عبد الرحمن


محاور الدراسة:
-تمهيد
(1-1) - عقلانية التجربة الصوفية المؤيدة
(1-2) - وفاء التجربة الصوفية بشروط كمال العقل
(2-1) - قواعد وأصول الدخول في التجربة الصوفية
(2-2) - آلية الدخول إلى التجربة العرفانية عند طه عبد الرحمن
(3-1) - سمات الخطاب الصوفي عند طه عبد الرحمن
(3-2) - البدايات الشعرية وعلاقاتها بالتجربة الروحية
(3-3) - تأثير التجربة على ترجمة المصطلحات الفلسفية
-الخلاصة
ملخص دراسة:
تمثل التجربة الروحية في حياة الدكتور طه عبد الرحمن منعطفاً ذا أهمية قصوى، أدى إلى إحداث تغيير جذري في أفكاره الفلسفية والأخلاقية على السواء، فساهمت التجربة الصوفية في توسع مداركه، وانفتاح الكون أمام ذهنه بشكل أكبر، بعد خوضه لغمارها، ليخرج منها بعد ذلك معتمدًا على مستودع كبير للكثير من حدوسه المباشرة، وأفكاره البديهية التي بنى عليها نسقه الفلسفي، وأقام مشروعه الفكري. وبذلك، أسهمت هذه التجربة الصوفية في توسيع مداركه وفك القيود عن فهمه، وكشفت له فضل التجربة الحية على العمل المجرد كفضل العمل على النظر المجرد.
وانطلاقًا من هذا الأساس، نرى مدى تلازم وترابط التصور الأخلاقي لطه عبد الرحمن، بتجربته الروحية التي لا تتعارض عنده أبداً مع المعرفة العقلية، بل هي في نظره تفعل في المعرفة العقلية أضعاف ما تفعله التجربة الحسية فيها.
والتجربة الروحية، ليست إلا الدخول في تجربة حية تنال كلية الإنسان، وتبلغ من القوة والرسوخ درجة تفوق قوة ورسوخ النمط المعرفي الموروث، ذلك لأن الذات الإنسانية هي التي تصدر عنها الأفعال صدور الآثار، كما تظهر منها الصفات ظهور التجليات، وهي تجربة عشق للكائن الأسمى (مكون الأكوان)، واجب الوجود؛ فالمكلف لا يجد مشقة في قيامه بما كلف به من تكليفات، وإنما يجد سعادة غامرة، وهو يترقى بالنوافل، ويتخلص من هوى نفسه، ذلك لأنه على يقين بأن الله يراه ويبصره ويرعاه.
والعشق الإلهي أو الحب الصوفي هو مناط التجربة كلها هو الذي يتدرج السالك في مراتبه ومنازله، فيتحلى ويتخلى ويصفي نفسه، حتى يضحي كائنًا أخلاقيًا كاملًا وراقيًا، وهذا ما دفع طه عبد الرحمن، بعد خوضه لغمار التجربة العرفانية، ومعاناته لدقائقها، أن يخرج منها معلنًا على الملأ أن الأخلاق هي التي تحدد ماهية الإنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق