السبت، 23 نوفمبر 2013

عزف السهروردي الفلسفي



من يجرؤ على الكتابة في الفلسفة الإشرافية أو معرفة الأنوار إلا من أؤتى بحظ موفور من المعرفة والحكمة ولم يكن هذا الأمر متوفر في السهروردي المقتول على يد صلاح الدين الأيوبي،وهل فقه السهروردي حقيقة النور أم انه صعب عليه النظر إليه فأثر السلامة واستسهل الأمر واخذ عن الأفلاطونية قولها بالكشف والذوق ولو لم يكن السهروردي فارسيا لاستطاع أن يحسن عزف فلسفته الاشراقية ولما ناله ما نال السفهاء من قتل وتشريد فمثله كمثل الحلاج المشنوق!

ثم هو يقول بأن مدارج الأنوار تلمح في غياب الأحوال وان أصحاب المقامات لا يرتقون بدرجات،فلا مشاهدة النور تصون العيون من الانبهار ولا تحصيل الحظوظ يغير الأحوال..هذا قول لم يقوله السهروردي في كتابه حكمة الإشراق وإنما يفهمه من السياق!

ومدارج النور كدرجات السلم (الموسيقى) يترقى فيها الاشراقي درجة بعد أخرى حتى يقدر على النظر إلي إشراق الشمس في علياءها،وهل يعقل هذا إلا عند مجنون،أأتني بمن يقدر على النظر الي الشمس المشرقة؟ لا احد يقدر إلا بمنظار! ثم خلع السهروردي منظاره وأطل على الوجود بنظره فاحصة فوجد نور الأنوار، فذهب عقله وأمر بقتله ومات.

ومابين الإشراق والاستشراق مثل ما بين السماء والأرض من مسافة فالأولى فلسفة الراشدين والثانية مقولات المنصفين والمغرضين على السواء،ولا شأن لنا بها،فالشاهد في الأمر أن أستاذي الدكتور وائل غالي وكان أستاذا للاستشراق وله كتاب ما بعد الاستشراق كان دائما الحديث عن السهروردي حتى ظنته مكتوبا في كتبه!!

وباحثا كنت عن الإشراق في كتب المستشرقين فلم أجد إلا بحوثا مطولة عن فلسفة قد لا تمت إلي ثقافتنا بصلة ثم اخبرني الخابر بأن الحكمة الاشراقية ليس لها طريق الا طريق الإسماعيلية الباطنية فنفرت عنها وقولت إذا استطاع رجل على عقيدة أهل السنة والجماعة أن يحدث عنها قراءت له وأن لم اجد فليذهب الإشراق الي جوار صنوه الاستشراق مكان الريبة والشك الدائم!!

وعكفت على ذلك زمنا إلي أن جاء الإشراق في ثوبا جديدا ممزوجا بمقولات العبور والحضور،والخفاء والثناء،والعدو والتنأى .. حتى اكتملت المقولات بمقولة أخرى فلتشرق الشمس إشراق إحراق، فأقفلت عائدا للوراء. 

بقلم : محمد أحمد الصغير 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق