السبت، 23 نوفمبر 2013

المسافة البينية بين حروف الكلام



المسافة البينية بين حروف الكلام 

بقلم الباحث محمد أحمد الصغير

وما بين الفناء والأثر كما بين الفاء والنون. هل سبق أن تحدث احد في المسافة البينية التي تربط الحرف بالحرف في اللغات السامية واللغة العربية بوجه خاص.
هناك مسافة أو رابط يشبه المادة التي بين الحجر والحجر في البناء، رابط يعطى للحرف دلالة في بناء الكلمة الواحدة،فإذا قلنا أ ل م لم تعد كونها حروف صماء بغير هذا الرابط أو المسافة البينية التي نتحدث عنها،وباستخدام هذا الرابط يصبح للحروف الصماء معنى، فتصير أ ل م كلمة ألم وهكذا باقي الكلمات أم الكلمات التي حروفها منفصلة مثل ذوق مثلا فلا اعرف أي مسافة بينها،ومهما يكن فقد شغلتني هذه المسافة البينية لفترة استغرقت أسابيع ثم صحوت من تأملي على منادى ينادي ويقول تبحث عن مسافة أو رابط بين حرف وأخر وتنسى القول القائل لا مسافات بين أحرف الكلمات لكن الكلام كله موقوف وله ظروف وعليه عيون تترصد القائلين فلا لفظ بغير معنى ولا حرف ملتصق بأخر بغير غاية وإذا تسنى لإنسان من عتاة اللغويين حصر الكلمات لما استطاع لان التوليد حاصل في الكلمات إلي الأزل..وهنا توقفت عن التفكير وأمعنت النظر مليا في كلمة الأزل والقدم والفناء فهل صارت الكلمات حوادث لحالات تتولد منها وهل أنشاء الراوي أحروف وكلمات لتصير مباني وآليات صماء لا تنطق بالخبر، بالطبع لا فالمحك الاساسى والرئيس هو أن تخبر الكلمة عن دلالة وإلا أصبحت عجماء صماء لا فهم فيها ولا إدراك! لذا على الرائي أن يحسن اختيار الحرف حذو الحرف، لا الكلمة جوار الكلمة.
وإذا كانت اللغة قاصرة في توصيف الفكر في بعض الأحيان فهذا يرجع إلي قصور الكلمة لا قصور الحرف، فالحرف قالب والكلمة بناء ومابين أحرف الكلمة الواحدة مسافات ودلالات. أما العبارة فلها شأن خاص فهي حضور وميتافيزيقيا غائبة وحاضرة في نفس الوقت،وهى أيضا أي العبارة والجملة آنية زمنية تفنى وتفقد دلالتها بتتالي السنين أما الحرف فيبقى حتى بزوال كلماته،يبقى الحرف ليؤكد على حضوره وامتلاكه ﻵلية الفهم المتجدد والمستمر،وما بين الحرف والأخر علاقات استثنائية مفسرة لدلالة الكلمة المنطوقة ثم أن الناطق بالحرف غير الناطق بالكلمة،فالأول لامتناه في عظمه والثاني متناه وزال وأحوج إلي الحرف على الدوام يطلبه من مصدره. فما مصدر الحرف؟؟

سؤال يطرح نفسه...وغير موجود الإجابة إلا بتعثر،فلنبحث معا عن مصادر الحروف لا الكلمات ..


ففي البدء كان الحرف ساكنا كامنا قبل اشتعاله ودخوله في علاقات وبعده وقربه من المسافات والحضورات. ثم اختم بالقول المراد فكلما اتسعت الرؤية ضاق الحرف الذي هو أصل الكلمة عن التعبير والتوصيف والتوضيح وبقى الإبهام والغموض حاضر على الدوام في ظل غياب الدلالة الآنية وتماهي الأفعال الإرادية واللاأرادية أيضا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق